ذكاء الحيوانات : حقيقة لا خيال

ذكاء الحيوانات : حقيقة لا خيال

إن الله سبحانه وتعالى أعطى كل حيوان نعماً ليستطيع التكيف مع الواقع الخارجى والتعامل مع البيئة المحيطة به  ، وكيفية التواصل مع الأفراد من بنى جنسه ، ونلاحظ فى القصص الآتية ذكاء بعض الحيوانات الفطري التى خلقها الله سبحانه وتعالى عليه . 

قد لا تستطيع السناجب العد من 1 حتى 100 ، وقد لا تعرف الأسود الفرق بين المثلث و المربع ، لكنك إذا وضعت عددا من الحيوانات الجائعة محل الاختبار ، ووضعت لها كومتين من الطعام ، أحدهما صغيرة و الأخرى كبيرة ، فإن أغلب الحيوانات ستختار الاكومة الكبيرة .
وقد أكدت أبحاث العلماء أن بعض الحيوانات لديها حس رقمي ، وتمتلك القدرة على العد و الحساب ، فعلى سبيل المثال تستخدم الحيوانات البرية الحساب فى التعرف على قدرتها على المواجهة فى النزال ، إذ كيف يمكن أن تنسحب مجموعة من نزال مجموعة أخرى تفوقها عدداً ، إلا إذا كان لديها القدرة الفطرية على الحساب و العد .
ومن هنا أدرك العلماء أن لدى الحيوانات لها قدرات شبيهة بالبشر ، تمكنها من حساب المسافات لأخذ أقصر الطرق إلى الطعام وإلى وكرها ، وهذا إن دل فإنما يدل على أن للحيوانات ذكاءاً من نوع خاص .

- النحل : الهندسة
ربما كان الرقص بالنسبة للانسان هو وسيلة للتعبير عن الفرح ، ولكنة وسيلة للتواصل لدى النحل ! وهو يحمل فى طياته شيئا من المهارات الهندسية ، فعندما تعثر النحلة على مجموعة من الزهور ، فإنها تطير عائدة الى الخلية لإخبار بقية النحل بمكان الأزهار عن طريق أداء رقصات بنمط هندسى معين ، وتستعين النحل فى تحديد الاتجاهات بمكان وجود الشمس .
 
تطير النحلة أمام قرص العسل باتجاه عمودي إلى الأعلى ثم إلى الأسفل فى شكل نصف دائرة بحيث تكمل بحركتها شكل حرف D باللغة الانجليزية فى الهواء، وتكرر النحلة نفس الحركة  بالوصف نفسه ، ولكن فى الاتجاه المقابل، بحيث ينتهى بها الأمر إلى الرقص على رقم 8 .
 ولكن ماذا لو كانت الازهار فى مكان باتجاه آخر وليس فى اتجاه تواجد الشمس؟ عندها النحلة تغير نمط الرقصة ؟ وبدلا من الرقص بشكل عمودي إلي الأعلى تتحرك النحلة بزاوية معينة تساوى تماما الزاوية بين مكان وجود الأزهار ومكان وجود الشمس، ولكن هنا يأتى إلى أذهاننا سؤال كيف تتمكن النحل من تقدير درجة الزوايا بدقة؟! تقول "باربرا شيبمان" أستاذة الرياضيات بجامعة تكساس :"إنها قدرة فطرية لدى النحل فلا يستطيع أي حيوان آخر على التواصل مع زملائه بنفس الطريقة التي تستخدمها "

- الغوريلا : قياس العمق
الغوريلا تستخدم العصا لقياس العمق
 
كانت "ليا" أنثى غوريلا الأراضى المنخفضة الغربية مترددة فى عبور أحدى البحيرات الغير مألوفة التى قابلتها فى المتنزة الوطني فى الكونجو ، نظرا لعدم قدرة الغوريلات على السباحة ، وكانت ليا ترغب فى إلحاق بعائلتها فى الجانب الأخر من البحيرة، ولكنها تخاف المغامرة بأخذ الطريق المختصرة من الماء ، والذي قد يكون عميقا ، بدلا من الالتفاف حول البحيرة ، وهكذا تركت "ليا" صغيرها فى أمان على الضفة  ، واستجمعت قواها لتنزل إلى البحيرة التي ارتفع منسوب المياه فيها الى خصرها ، عندها خافت "ليا" وعادت إلى الشاطئ مرة أخرى ، ولكنها لم تستسلم.

الغوريلا

كانت "ليا" تبحث عن عصا للقياس لتستخدمها كما يفعل البشر ، وقبل كل خطوة تقيس عمق المياه باستخدام العصا ، ويقول "توماس بيرير" عالم فى جمعية حماية الحياة البرية " تستخدم الغوريلات الكثير من الأدوات فى حياتها اليومية ، إلا أنها هذه كانت المرة الأولى التي نشاهد فيها إحدى الغوريلات وهى تفعل هذا فى البرية "،  وقد نجحت الخطة وكانت مفيدة بالفعل فقد قررت "ليا" فى النهاية الالتفاف حول البركة بدلا من عبورها نظرا لعمق المياه فيها .


 - الدلفين - الجبر
 
قام العلماء بمركز أبحاث الدلافين بولاية فلوريدا الأمريكية بإجراء تجربة لاختبار مدى فهم الدولفين  لمبدأ الكثرة والقلة العددية ، حيث قام العلماء بوضع أنماط مختلفة من النقاط البيضاء بعدد يتراوح بين 1 إلى 8 على  لوحتين سوداويين، ثم طلب المدرب من الدولفين لمس اللوحة التى تحمل نقاطا اقل فى العدد، وفى كل مرة ينجح فيها تالون يصفق المدرب ويحيية بحرارة مربتا بيديه على ظهره ، وتقول الباحثة أميلى جارينو "رغم بساطته ، إلا أنا التشجيع مهم جدا بالنسبة له".


فى أحد الأيام أخطأ الدولفين فى كثير من إجاباته ، فلم يصفق له مدربه ولم يشجعه كالعادة ، تقول جارينو" لم يبد الدولفين مهتما بإعطاء إجابات صحيحة يوميا ، وفجأة استسلم وسبح بعيدا " ، ولكن هذا لا يعنى أنه لن يعيد المحاولة ، إذ سرعان ما عاد بمجموعة من الأعشاب البحرية ليقدمها الى مدرب وكأنه يعتذر على عدم تركيزه ، ثم عاد يحاول مرة أخرى ، وحقق تالون هذة المرة نسبة 83% وهى نسبة كافية تجعله الأول على زملائه فى المركز!

- غراب الزيتون - القدرة على العد
 
عندما نعد شيئا فإننا نسميه اسما معينا مثل واحد أو اثنين أو ثلاثة ، وهكذا ، فهل عدم قدرة الطيور على العد بنفس الطريقة تعنى عدم قدرتها على العد؟!
هذا غير صحيح على الإطلاق ، حيث قام عالم بتدريب غراب أليف على البحث عن 5 ديدان يخبئها له تحت صف من الصناديق الصغيرة ، وفى كل مرة يدور غراب الزيتون حول الصناديق إلى أن يجد الديدان كلها، ثم يتوقف عن البحث .


 وفى أحد الأيام عثر الغراب على دودة واحدة تحد الصندوق الأول ، وعلى دودتين تحت الصندوق الثاني ، وعلى واحدة تحت الصندوق الثالث ، ولم يجد شيئا تحت الصندوق الرابع ، حينها توقف الغراب عن البحث وقفز مبتعداً، ولكنة عاد مرة أخرى ووقف أمام الصندوق الأول وأحنى رأسه مرة واحدة ، وكأنه يعد الديدان التى وجدها بداخله ، ثم وقف أمام الصندوق الثانى وانحنى مرتين، ثم أمام الصندوق الثالث وانحنى مرة واحدة ، ثم توقف أمام الصندوق الرابع برهة ولم يحنى رأسه ، لقد أدرك الغراب أنة وجد 4 ديدان فقط ! فى الوقت الذى يفترض فية أنة سيجد 5 ديدان كما هى العادة ، وهكذا حاول الغراب تحريك الصندوق الخامس إلى أنجح فى قلبه والعثور على الدودة المتبقية وأكلها ، يقول جوز مارز لوف عالم الحياة البرية من سياتل بولاية واشنطن الأمريكية "أعتقد أن غراب الزيتون كان يحنى رأسه فى كل مرة ، فى محاولة للتأكد من عدد الديدان التى وجدها"